يسرُّني أن أرحِّبَ بكم في دولةِ قطر، وفي كليّةِ أحمد بن محمد العسكريّة، في النسخة الثامنة من الملتقى الدولي للأكاديميّات العسكريّة، والذي يمثّل سانحة مهمّة، وجسرًا للتواصل الفعّال بين الأكاديميّات العسكريّة على مستوى العالم. ويمثّل لنا في كليّة أحمد بن محمد العسكريّةِ مناسبة خاصّة، بعدَ مرورِ أكثر من خمسةٍ وعشرين عامًا من التأسيس، اكتسبنا خلالها صداقاتٍ عديدةً مع الكليّاتِ النظيرةِ حول العالم. فجاء تنظيم هذا الملتقى اضطلاعًا منا بدورنا الداعم في كلّ القضايا المشتركة، وتجسيدًا لرؤية الكليّة التي تؤمن بها قيادتها وجميع منسوبيها، لتصير من بين أفضل الكليّات العسكريّة ذات التخصص الأكاديميّ، وأن تؤدي الدور الوطني المنوط بها، وفقًا للرؤية السامية في إنشائها وتطويرها.
لقد جسّرت كليّة أحمد بن محمد العسكريّة علاقاتها مع نظيراتها من الكليّات العسكريّة حول العالم، من خلال التبادل العسكريّ، فابتعثت عددًا من المرشحين لإكمال دراستهم وتدريبهم في الخارج. كما تستقبل بدورها طلابًا وافدين من الدول الشقيقة والصديقة. وقد عزّز هذا التبادل العسكريّ والأكاديميّ العلاقات بين الكليّات والدول، وأسهم في تبادل الخبرات التي يقوّيها مثل هذه الملتقيات بين قادتها وإداراتها العليا.
قامت استراتيجيّة الكليّة على استقطاب الكفاءات من الخبراء، من داخل الدولة وخارجِها، وعلى إقامة عدد من برامج التعاون الدوليّ، وعقد الشّراكات مع الكليّات والجامعات، والمؤسسات العسكريّة والمدنيّة، المحليّة والدوليّة. كما تسعى إلى مدّ صلاتها وتعاونها مع الجميع، بما يخدم المصالح المشتركة.
يأتي هذا الملتقى معزِّزًا للعلاقات المشتركة وتبادل الخبرات بين الكليّات العسكريّة المشاركة، لتناقش معًا المحاور الأكثر أهميّة وإلحاحًا في واقع الأكاديميّات العسكريّة، وقد ركّزت محاوره على أهمّ الجوانب التي يتطلع إليها التعليم العسكريّ الأكاديميّ، فجاء الاهتمام بواقع جودة التعليم وتحدياته، وكيفيّة تنمية المعارف العسكريّة والأكاديميّة جنبًا إلى جنب، في طليعة اهتمامات الملتقى. كما اهتمّ الملتقى هذا العام بانعكاس الأزمات والنزاعات الدوليّة على التعليم العسكريّ والأكاديميّ. وسيناقش الوعي الثقافيّ وتنوعه في الأكاديميّات العسكريّة، والبحث العلميّ في ظلّ المستجدات العالميّة.
نحن نجتمع اليوم والعالم يمرّ بظرف استثنائيّ، منذ جائحة كورونا، التي رفعت درجات الاستعداد الأميّ إلى أقصى حدوده، لأنّا نحارب عدوًا مشتركًا ومجهولًا، ولولا تكاتف الجميع وعملهم يدًا واحدة لما نجا العالم من هذا الوباء الفتّاك. ها نحن نجتمع اليوم والعالم يحلم بسلام دائم، ونحن ـ قادة الكليّة العسكريّة ـ من واجبنا أن نوفّر للعالم هذا السلام، بغرسه، ورعايته، حتى يُثمر في قلوب جنودنا وضباطنا ومرشحينا، وهو ما يظهر جليًّا في محاور الملتقى، ونأمل أن يعمّ السلام بين كلّ الدول وكلّ الشعوب.
تجدّد كليّة أحمد بن محمد العسكريّة ترحيبها بقادة الكليّات النظيرة حول العالم وبموفديهم إلى هذا الملتقى، مع تأكيد حرصها على مدّ جسور الثقة والتواصل مع الجميع، بما يعزّز جهود الأكاديميّات العسكريّة في تنمية مهارات منسوبيها، من خلال التعاون المشترك، وتبادل الخبرات، والتي يأتي مثل هذا الملتقى مقوّيًا لها.