تحت رعاية سعادة اللواء الركن / حمد بن علي العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع، افتتح سعادة اللواء الركن/ غانم بن شاهين الغانم رئيس الأركان الملتقى الأول للجامعات والكليات العسكرية، صباح هذا اليوم الثلاثاء الموافق 8/04/2014م ، وذلك بحضور عدد كبير من قادة الأفرع والأسلحة بالقوات المسلحة القطرية، وكثير من السادة الضيوف، من داخل دولة قطر وخارجها وضباط الكلية وأعضاء هيئة التدريس والطلبة، وقد بدأت الافتتاحية بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم لأحد طلاب الكلية، ثم بيان أوضح أهمية هذا الملتقى ومحاوره الرئيسة.
ثم تحدث سعادة قائد الكلية العميد الركن /حمد بن علي النعيمي في كلمة مهمة حول فلسفة هذا الملتقى وأهميته بالنسبة للتعليم العسكري الأكاديمي وسبل تطويره ورؤى ومقترحات الوصول به إلى المصاف العالمية.
وقد جاء في كلمة قائد الكلية بعد ترحيبه بسعادة رئيس الأركان والسادة الضيوف والحضور الكريم، جاء فيها قوله:
و من المؤكدِ أن عقدَ هذا الملتقى يمثلُ حدثاً غيرَ مسبوقٍ في الشأنِ العسكريِّالأكاديميِّ في المنطقةِ . والحقُ أنه يأتي استجابةً صادقةً لرؤيةِ الكليةِ التي تعزمُ عزماً أكيداً على تحقيقِ ريادةٍ وتميزٍ نوعيين في التأهيلِ والتدريبِ والتعليمِ عسكرياً وأكاديمياً رغبةً منها في إنجازِ مهمتِها ورسالتِها الساميةِ بتخريجِ قادةٍ مستنيرين ومتميزين بإمكانياتِهم العسكريةِ والأكاديميةِ من خلالِ أحدثِ الأساليبِ التدريبيةِ والمعارفِ والعلومِ والرؤى والقيمِ التي يُزودون بها .
ولا شكَ أن هذه الرؤيةَ تنبثقُ من رؤيةِ النهضةِ الواعدةِ التي حددتها دولةُ قطرٍ لنفسِها في إطارِها الراهنِ، وفي تطلعها المستقبلي المأمول بإذنه تعالى برعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه.
ولعله من الأهمية في هذه المناسبةِ،التأكيدُ على أن هدفَ هذا الملتقى الرئيسَ هو التعرفُ على حقيقةِ التعليمِ العسكريِّ الأكاديميِّ في التجاربِ العربيةِ والدوليةِ وإدراكُ أهميتِه القصوى، وتبيانُ سبلِ تطويرِه، وتحديدُ الرؤى والتصوراتِ التي تكفلُ مثلَ هذا الشأنِ الجليلِ، وتقديمُ التوصياتِ والمقترحاتِ التي ترصدُ الإجراءاتِ العمليةَ والواقعيةَ لنهضةِ هذا النوعِ الخاصِّ من التعليمِ بشقيه : العسكريِّ والأكاديميِّ والتي تؤكدُ بالضرورةِ حتميةَ التعاونِ الفعَّالِ والتنسيقِ الكاملِ بين الجانبين : العسكريِّ والأكاديميِّ داخلَ الكلياتِ العسكريةَ ، كما تعملُ على تقريبِ وجهاتِ النظرِ، وتضافرِ الرؤى، وتوثيقِ العلاقاتِ والتعاونِ الخلاقِ والمثمرِ بين الكلياتِ العسكريةِ إقليمياً ودولياً .
ومن الضروريِّ في هذا المقامِ التذكيرُ بأن فكرةَ إنشاءِ هذه الكليةِمنذُ عامِ 1996 م بواقعِها العسكريِّ الأكاديميِّ إنما جاءَ بتوجيهاتٍ ساميةٍ من قيادتِنا الرشيدةِ ؛ حيثُ أدركتْ ببعدِ نظرِها المستقبليِّ أهميةَ وجودِ كليةٍ عسكريةٍ أكاديميةٍ متطورةٍ تطوراً نوعياً في مجالِها بقدرٍ يضمنُ لها وجودَها المتميزَ، ويحققُ لها الريادةَ والسبقَ في المنطقةِ، ويحفظُ لها القدرةَ الفائقةَ على إنجازِ رسالتِها وإنفاذِ مهمتِها تجاهَ القواتِ المسلحةِ القطريةِ والأجهزةِ الأمنيةِ في الدولةِ. ولقدْ تحققَ هذا من خلالِ تخريجِ الكلية لدفعاتٍ وأجيالٍ متتابعةٍ ممتلئةٍ بالحماسِ وعازمةٍ على الدفاعِ عن ترابِ هذا البلدِ العزيزِبكلِّ ما تملكُ من إمكانياتٍ تدريبيةٍ وعلميةٍ وتقنيةٍ ؛ ورغبةً منها في الحفاظِ على مقدراتِ هذا الوطنِ وصيانةِ ثرواتِه والذودِ عن حدودِه وسيادتِه وكرامتِه واستقلالِه ودورِه الفعَّالِ في محيطِه العربيِّ والدوليِّ.
من هذا المنطلقِ يطيبُ لنا التأكيدُ على تنفيذِ هذه الرؤيةِ الساميةِ لقيادتِنا الرشيدةِ من أولِ يومٍ لصدورِ الأوامرِ والتوجيهاتِ بهذا الخصوصِ ؛ وذلكَبالتعاونِ الإيجابيِّ والمثمرِ مع جامعةِ قطرٍ إلى أن تمَّ إكمالُ البنيةِ الأكاديميةِ للكليةِ واعتمادُها كلياً على ذاتِها واستقلالُها الأكاديميُّ عن جامعةِ قطرٍ في عامِ 2006 م طبقاً للتوجيهِ الساميِّ الصادرِبهذا الشأنِ، وبأن تمنحَ الكليةُ درجةَ البكالوريوسِ في أحدِ التخصصاتِ الأكاديميةِ التي تقدمُها الأقسامُ العلميةُ بالكليةِ؛ إضافةً إلى دبلومِ العلومِ الشرطيةِ والعسكريةِ من الكليةِ. ولقد اكتملَ البناءُ القانونيُّ والتشريعيُّ للكليةِ بصدورِ القرارِ الأميريِّ رقم 45 لسنةِ 2010 م بتنظيمِ كليةِ أحمدَ بن محمدٍالعسكريةِ.وتدعيماً لهذه الرؤيةِ الرائدةِ في الوجودِ الأكاديميِّ بالكليةِ العسكريةِ فقدْ تمَّ إنشاءُ عمادةٍ للشؤونِ الأكاديميةِ تعملُ وفقَ أحدثِ البرامجِ والخططِ العلميةِ الأكاديميةِتعمدُ إلى تطويرِ المقرراتِ والبرامجِ باستمرارِراغبةً منها في مواكبةِ كلِّ حديثٍ في البرامجِ والأساليبِ التعليميةِ؛ وذلكَ لتلبيةِ كلِّ احتياجاتِ القواتِ المسلحةِ والأجهزةِ الأمنيةِ بالدولةِ في التخصصاتِ المتعددةِ والحديثةِ.
الحضورُالكريمُ… إن إدراكنَا لوجودِ توجهاتٍ ساميةٍ من القيادةِ الرشيدةِ في فتحِ كلياتٍ عسكرية متخصصة جديدة ، ليمنحُنا القدرةعلى تأكيد مبدأ التخصص والعمل على تحقيق رؤية ورسالة الكلية في إنجاز المهمة التي أُنشئت من أجلها .
وفي مجال دراسة وتحديد احتياجات القوات المسلحة من التخصصات العلمية فقد تمَّ استحداث تخصص العلاقاتِ الدوليةِ بالكليةِ هذا العام ليُضافَ إلى التخصصاتِ الموجودةِ. ونحن من جانبِنانغتنمُ هذه الفرصةَ للتأكيدِ على التنسيقِ التامِّ والتعاونِ البنَّاءِ مع المجلسِ الأعلى للتعليمِ في قطرٍفي كلِّ ما يتعلقُ بالبرامجِ والخططِ والتخصصاتِ والدرجاتِ العلميةِ التي تمنحُها الكليةُلخريجِيها.
الحضورُالكريمُ … إننا إذ نعلمُ يقيناً أن المشاركين في هذا الملتقى المهمِ هم نخبةٌ متميزةٌ من أصحابِ التجاربِ والخبراتِ النوعيةِ في تخصصاتِهم وفي كلياتِهم العسكريةِ في العالمٍ ، نعلمُأيضاً وزنَ هذه المؤسساتِ ومقدارَ خبراتِها من خلالِ النخبةِ العاملةِ بها ، فنعقدُ الأملَ ونعلقُ الطموحَ على ما يقدمُه لنا هذا الملتقى من خلاصةٍ واضحةٍ تحددُ بدقةٍ بالغةٍ الرؤى الاستشرافيةَ التي تكفلُ نهضةَ هذا النوعَ من التعليمِ وتضمنُ تميزَه الكيفيَّ عسكرياً وأكاديمياً عبرَ برامجِه التدريبيةِ والعلميةِ وما تحتويه من معارفَ وقيمٍ تجعلُه في مصافِ الأفقِ العالمي ؛ حيث إن هذا الملتقى هو الأولُ من نوعِه في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ كلِّه ، وهو ما يلقي عليه بمسؤوليةِ ريادةِ الوعي والتخطيطِ والاقتراحِ لهذا النمطِ من التعليمِ في المنطقةِ والإقليمِبرمتِهِ.
وفي ختام كلمة سعادة قائد الكلية أكد سروره بالملتقى رافعاً أسمى آيات الشكر والتقدير إلى القيادة الرشيدةِ حضرةِ صاحبِ السموِّ أميرِ البلادِ المفدَّى الشيخِ تميم بن حمد آل ثاني – حَفِظَه اللهُ ورعاه – على رعايتِهِ الكريمةِ للقواتِ المسلحةِ القطريةِ ولكليةِ أحمدَ بن محمدٍ العسكريةِ، ولسعادةِ وزيرِ الدولةِ لشؤونِ الدفاعِ وسعادةِ رئيسِ الأركانِعلى ما يبذلونه دائماً من جهدٍ وعنايةٍ لرفعةِ هذه الكليةِ وتقدمِها لتكونَ على أعلى مستوياتِ التدريبِ والتعليمِ عسكرياً وأكاديمياً .
كما شكر الضيوف الكرامَ من أعضاءِ الملتقى ولجنتَه التنظيميةَ متمنيا لهم التوفيقَ والسدادَ والنجاحَ في ملتقاهم وفيما يخلصون إليه من نتائجَوتوصياتٍ .
وقد تضمن برنامج الملتقى جلسة افتتاحية، وجلستين علميتين، حيث عقدت الأولى برئاسة الأستاذ الدكتور/ راشد العماري عميد كلية الهندسة بجامعة قطر وشملت ثلاثة أوراق الأولى بعنوان: تطوير الشخصية القيادية في أكاديميـــة ويست بوينت ( الولايات المتحدة)، قدمها عميد المجلس الأكاديمي بالكلية، والثانية بعنوان:القيادة المستقبلية، قدمها عميد كلية علوم الدفاع ( الأكاديمية الوطنية للدفاع/اليابان), والورقة الأخيرة كانت بعنوان: تقييم تجربة الكليات العسكرية ذات الطابع الأكاديمي، قدمها مدير دائرة التنسيق الأكاديمي بجامعة مؤتة (المملكة الأردنية الهاشمية.
أما الجلسة الثانية فقد عقدت برئاسة العميد الركن طيار/ سالم بن حمد النابت قائد الكلية الجوية، وشملت كذلك ثلاثة أوراق، الأولى بعنوان: فلسفة التعليم الأكاديمي بالكليات العسكرية، قدمها عميد الدراسات الأكاديمية العسكرية الملكية ( ساند هيرست – المملكة المتحدة) والثانية بعنوان : سبل تطوير التعليم الأكاديمي في الكليات العسكرية، قدمها قائد لواء الطلبة بكلية أحمد بن محمد العسكرية، والورقة الأخيرة كانت بعنوان: فلسفة الجمع بين المجالين الأكاديمي والعسكري في برنامج دراسي موحد، قدمها مساعد قائد أكاديمية سان سير العسكرية ( فرنسا).
وفي نهاية الجلسة الثانية ونهاية الملتقى تقدم سعادة قائد الكلية العميد الركن حمد بن أحمد النعيمي بالشكر للحضور كافة متمنيا للجميع دوام التوفيق.